موضوع: رد: الواعظة هجيمةُ بنت حيي مُّ الدرداء الجمعة ديسمبر 19, 2008 4:50 am
بارك الله فيك وفتح الله عليك
صدام الشميرى المشرف العام
عدد الرسائل : 74 العمر : 38 تاريخ التسجيل : 08/12/2008
موضوع: الواعظة هجيمةُ بنت حيي مُّ الدرداء الثلاثاء ديسمبر 16, 2008 1:48 am
الواعظة هجيمةُ بنت حيي مُّ الدرداء
كانت النساء تأتي لتتعبد عندها، ويقمن الليل معها كله، فإذا ضعفن عن القيام في صلاتهن تعلقن بالحبال.
ولم تَغْفَل عن ذِكْر الموت يومًا، قالت لشخص تعظه: هل تدري ما يقول الميت حين يوضع فى قبره؟ يقول: يا أهلي.. يا جيراني.. يا حملة نعشي.. لا تغرنكم الدنيا كما غرتني.
وكانت سائرة ذات يوم، فمرت على مكان يسمَّى وادي جهنّم فقالت لقائدها: اقرأ شيئًا من القرآن، فتلا قوله تعالى: (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ)[المؤمنون: 115].
فما إن سمعتها حتى بكت، وقالت له عندما مرت على الجبال في طريقها: أسمِع الجبال ما وعدها اللَّه، فقرأ قوله تعالىوَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ)[الكهف: 47]. فأخذتْ تبكي بشدة.
وكانت تحثُّ الناس على العمل وعدم الركون والتواكل؛ فعن عثمان بن حيان ، مولى أبي الدرداء ، قال : سمعت أم الدرداء ، تقول : « ما بال أحدكم يقول : اللهم ارزقني ، وقد علم أن الله لا يمطر عليه من السماء دنانير ودراهم ، وإنما يرزق بعضكم من بعض ، فمن أعطي شيئا فليقبله ، وإن كان عنه غنيا فليضعه في ذي الحاجة من إخوانه ، وإن كان فقيرا فليستعن به على حاجته ، ولا يرد على الله عز وجل رزقه الذي رزقه » شعب الإيمان( 3394 ) صحيح.
كانت معروفة بالتواضع وعدم الاغترار بالنفس؛ فسألها البعض أن تدعو لهم، فقالت: أبلغتُ أنا ذلك؟!
إنها هجيمة بنت حيي الوصابي من قبيلة حمير في دمشق ، حفظت القرآن وهي صغيرة. ولقبت بأم الدرداء الصغرى، تزوجت من الصحابي المشهور أبي الدرداء، وقد سمعت الحديث عن زوجها، وعن أبى هريرة، وعائشة. وكانت زاهدة فقيهة ومحدثة وتابعية، قال لها زوجها ذات مرة: إذا غضبتِ أرضيتُكِ، وإذا غضبتُ فأرضيني؛ فإنك إن لم تفعلي ذلك فما أسرع أن نفترق.
وعن أم الدرداء، أنها قالت: اللهم إن أبا الدرداء خطبني فتزوجني في الدنيا، اللهم فأنا أخطبه إليك وأسالك أن تزوجينه في الجنة، فقال لها أبو الدرداء: فإن أردت ذلك فكنت أنا الأول فلا تتزوجي بعدي، قال: فمات أبو الدرداء - وكان لها جمال وحسن - فخطبها معاوية، فقالت: لا والله لا أتزوج زوجاً في الدنيا حتى أتزوج أبا الدرداء إن شاء الله في الجنة." حلية الأولياء 1/ 119